في حياتنا الزوجية اليومية قد تمر مواقف بسيطة لا نُلقي لها بالًا، لكنها تحمل في طيّاتها أحكامًا شرعية وآدابًا مهمة يجب معرفتها، ومن أكثر الأسئلة التي يطرحها الأزواج والزوجات: ما حكم الزوجة التي تطلب من زوجها إطفاء النور أثناء الجماع؟
قد يبدو السؤال عاديًا أو حتى غير ذي أهمية للبعض، لكن الإجابة عليه تحمل تفاصيل دقيقة تتعلق بفقه الحياة الزوجية وآداب المعاشرة.
الأصل في العلاقة الزوجية الإباحة ما لم يكن هناك نص بالتحريم
أجمع الفقهاء على أن الأصل في العلاقة الخاصة بين الزوجين هو الإباحة المطلقة ما دامت في إطار الزواج الشرعي، وكل ما يساعد على الراحة والطمأنينة والانسجام بين الطرفين فهو جائز، سواء كان ذلك بإضاءة النور أو إطفائه، أو اختيار المكان والزمان المناسبين، ما دام لا يتعارض مع أحكام الدين ولا يشمل محرمًا.
حكم إطفاء النور عند الجماع
أما عن مسألة إطفاء النور تحديدًا، فقد أجاز العلماء ذلك بلا كراهة ولا حرمة، سواء بطلب من الزوجة أو برغبة من الزوج، لأن الشرع لم يأتِ بنص يُلزم بوجود الضوء أو يمنعه. المهم أن يكون الأمر بالتراضي وبما يحقق السكن النفسي لكليهما.
وقد ذكر أهل العلم أن إطفاء النور قد يكون أدعى للحياء والستر ويزيد من الأُلفة، خصوصًا إذا كان ذلك يُشعر الزوجة بالراحة، فلا حرج في الاستجابة لهذا الطلب.
متى يكون الأمر غير جائز؟
الحالة الوحيدة التي قد يدخل فيها الأمر في دائرة الكراهة أو الحرمة هي إذا صاحبه اعتقاد باطل أو نية مخالفة للشرع، كأن تعتقد الزوجة أن هناك إثمًا في الجماع في الضوء أو أنه غير جائز شرعًا، أو أن ترفض العلاقة تمامًا لهذا السبب دون عذر معتبر، ففي هذه الحالة يُستحب التوضيح لها وتصحيح المفهوم.
الخلاصة
لا إثم على الزوجة التي تطلب من زوجها إطفاء النور أثناء الجماع، ولا حرج على الزوج إن استجاب لذلك، فالمقصود من العلاقة الزوجية هو تحقيق السكينة والمودة والرحمة بين الطرفين، وكل ما يحقق هذا الهدف في حدود الشرع فهو مباح.
فالشرع الحنيف لا يتدخل في التفاصيل الخاصة بين الزوجين إلا إذا تجاوزت حدود الحلال إلى الحرام، أما ما عدا ذلك فيبقى في دائرة المباحات التي يُراعى فيها العُرف والراحة النفسية للطرفين.