وزارة العمل تستعد لإطلاق منحة الطلبة بالتزامن مع العام الدراسي الجديد

في خطوة طال انتظارها، أعلنت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية عن استعدادها لإطلاق منحة الطلبة تزامنًا مع انطلاق العام الدراسي الجديد، في مبادرة تهدف إلى دعم فئة الطلبة من الأسر ذات الدخل المحدود، والتخفيف من الأعباء الاقتصادية التي تواجهها العائلات العراقية في ظل التحديات المعيشية المتزايدة.

وأكد مصدر مسؤول في الوزارة أن الإجراءات الإدارية واللوجستية الخاصة بالمنحة شارفت على الانتهاء، وسيتم الإعلان رسميًا عن تفاصيل آلية التقديم والصرف خلال الأيام القليلة المقبلة، مشيرًا إلى أن الوزارة تعمل بالتنسيق مع وزارة التربية ووزارة التعليم العالي لضمان شمول أكبر عدد ممكن من الطلبة المستحقين في المدارس والجامعات على حد سواء.

دعم مباشر للتعليم

تهدف هذه المنحة إلى تشجيع الطلبة على مواصلة تعليمهم وتقليل نسب التسرب الدراسي، خصوصًا في المناطق الفقيرة والريفية، حيث تشكل التكاليف الدراسية عائقًا أمام العديد من الأسر. وبيّن المصدر أن المبالغ التي ستُمنح للطلبة ستكون “مجزية إلى حد ما”، وتُصرف بشكل مباشر إلى أولياء الأمور أو عبر البطاقات الإلكترونية المعتمدة مثل “الماستر كارد” أو “الكي كارد”.

الأولوية للأسر الفقيرة

ووفقًا للمعلومات المتوفرة، ستكون الأولوية في صرف المنحة للأسر المسجّلة ضمن شبكة الحماية الاجتماعية، والأيتام، وأبناء الشهداء، وذوي الاحتياجات الخاصة، على أن يتم فتح باب التقديم الإلكتروني عبر منصة رسمية تابعة للوزارة لتسهيل الإجراءات وتقليل الزخم على الدوائر الحكومية.

ترحيب مجتمعي واسع

وقد لاقت هذه الخطوة ترحيبًا واسعًا من قبل شريحة واسعة من المواطنين، الذين عبّروا عن أملهم في أن تكون هذه المنحة بداية لسلسلة من المبادرات الحكومية الداعمة للطلبة، لاسيما في ظل ارتفاع تكاليف القرطاسية والزي المدرسي والمستلزمات الدراسية الأخرى.

في المقابل، طالب مختصون في الشأن التعليمي بضرورة تحويل المنحة إلى برنامج سنوي دائم يرتبط بموازنة الدولة، لضمان استمراريته واستفادة الأجيال القادمة منه، بدلاً من أن يكون إجراءً مؤقتًا يرتبط بالظروف الاقتصادية أو السياسية.

دعوة للشفافية

وفي الوقت الذي رحب فيه المواطنون، شدد ناشطون ومراقبون على أهمية ضمان الشفافية والعدالة في آلية التوزيع، داعين الوزارة إلى نشر أسماء المستفيدين وآلية الاختيار، لمنع أي شبهات فساد أو تمييز.

تُعد منحة الطلبة المزمع إطلاقها من قبل وزارة العمل بارقة أمل للعديد من العائلات العراقية، في وقت بات فيه التعليم أولوية تتطلب دعمًا حكوميًا مستمرًا. ويبقى الرهان على سرعة التنفيذ، ووضوح الإجراءات، وعدالة التوزيع لتحقيق الأهداف المرجوة من هذه المبادرة الوطنية.