شهدت منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية انتشار موجة جديدة من النصائح الصحية غير التقليدية، كان أبرزها الادعاء بأن أكل الجزر ليلاً يساعد على تحسين النوم والتغلب على الأرق. وقد أثار هذا الادعاء تفاعلاً واسعاً بين المستخدمين، بين مؤيد يرى أنه جرب الفكرة ونجحت معه، وبين من اعتبرها مجرد “ترند” جديد بلا أساس علمي واضح.
ترند صحي أم خرافة جديدة؟
بدأت القصة عندما نشر عدد من صُنّاع المحتوى مقاطع قصيرة يتحدثون فيها عن فوائد الجزر عند تناوله قبل النوم، مؤكدين أنه يساعد على تهدئة الأعصاب وتحسين جودة النوم. وسرعان ما انتشر المقطع بشكل كبير، لتتحول النصيحة إلى “صيحة” يتداولها الآلاف عبر فيسبوك وتيك توك وإنستغرام.
لكن، ورغم انتشار النصيحة، لم تُسجل أي دراسة طبية معتمدة تشير بشكل مباشر إلى أن تناول الجزر ليلاً يؤدي إلى الاسترخاء أو تحسين النوم. إلا أنّ الجزر غنيّ بالفيتامينات والمعادن، خاصة فيتامين A ومضادات الأكسدة، وهي عناصر تساهم في دعم الصحة العامة، لكنه لا يُعدّ من الأطعمة المرتبطة مباشرة بتنظيم هرمونات النوم مثل الميلاتونين أو التربتوفان.
لماذا يربطه البعض بالنوم؟
يرى متخصصون أن انتشار هذا الاعتقاد قد يعود إلى نقطتين رئيسيتين:
- القيمة الغذائية العالية للجزر التي تمنح الجسم شعوراً بالراحة العامة.
- تأثير السكريات الطبيعية الموجودة في الجزر، والتي قد تمنح بعض الأشخاص شعوراً بالشبع والهدوء قبل النوم.
لكن هذه التأثيرات تختلف من شخص لآخر ولا يمكن اعتبارها قاعدة عامة.
تحذيرات بسيطة يجب الانتباه لها
على الرغم من أن الجزر غذاء صحي وآمن للجميع تقريباً، فإن الإفراط في تناوله ليلاً قد يؤدي لدى بعض الأشخاص إلى:
- اضطرابات في الهضم
- الشعور بالامتلاء
- ارتفاع مستوى السكر لدى مرضى السكري
لذلك، ينصح الخبراء بتناوله باعتدال ضمن نظام غذائي متوازن.
الصيحات الصحية… بين العلم والشهرة
تعكس هذه الظاهرة واقعاً جديداً أصبح يفرض نفسه على حياة المستخدمين، حيث تتحول بعض النصائح البسيطة إلى “ترندات” تنتشر أسرع من الدراسات العلمية نفسها. ومع أن العديد من تلك النصائح قد تكون غير ضارة، إلا أن الاعتماد عليها دون استشارة مختصين قد يؤدي إلى معلومات مغلوطة تؤثر على سلوك الناس الصحي.
رغم الانتشار الكبير للادعاء بأن أكل الجزر ليلاً يساعد على النوم، فإن العلم لم يؤكد هذا التأثير بشكل مباشر. ويبقى الجزر طعاماً صحياً يمكن تناوله في أي وقت من اليوم، لكن الاعتماد عليه كوسيلة لتحسين النوم لا يستند إلى دليل علمي قوي.
هل تريد إضافة صورة مرافقة مناسبة أو كلمات مفتاحية SEO قوية للمقال؟