فيديو.. ظاهرة غريبة تحدث الآن في العراق يبدوا اننا على مشارف شئ غريب

أعمدة الضوء في سماء العراق… بين الدهشة والتفسير العلمي

شهدت بعض مناطق العراق في الأيام الماضية ظهور ظاهرة غريبة أثارت جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما التقط مواطنون صورًا وفيديوهات لخطوط ضوئية عمودية تتدلى من السماء، لتبدو وكأنها أشعة مجهولة المصدر أو إشارات غامضة تخترق الغيوم. المشهد كان مهيبًا بحق، لكنه في الوقت نفسه فتح باب التكهنات ما بين من اعتبرها “ظاهرة طبيعية نادرة” ومن ذهب بخياله نحو “الظواهر الخارقة أو العسكرية”.


مشهد مهيب يثير التساؤلات

الصور أظهرت أعمدة ضوئية لامعة تنبثق من بين الغيوم فوق الأفق، مصطفة بشكل منتظم تقريبًا، مما جعل بعض الأهالي يظنون أنها مرتبطة بتجارب صاروخية أو حتى ظواهر غير أرضية. غير أن التفسير العلمي لهذه الظاهرة معروف منذ سنوات ويُعرف باسم أعمدة الضوء (Light Pillars).


التفسير العلمي… أعمدة الضوء

أعمدة الضوء هي ظاهرة بصرية طبيعية تحدث عندما تتواجد بلورات ثلجية دقيقة أو بلورات جليدية مسطحة في طبقات الجو العليا، فتعمل هذه البلورات كسطح عاكس يضاعف الضوء الصادر من الأرض (مثل أعمدة الإنارة، أو أضواء السيارات، أو المصانع). النتيجة أن العين البشرية ترى الضوء وكأنه يمتد عموديًا إلى السماء في شكل أعمدة براقة.

ما يجعل الظاهرة نادرة في العراق هو أن الظروف الجوية الملائمة لحدوثها تتطلب درجات حرارة منخفضة وهدوءًا في حركة الهواء، ما يسمح للبلورات الجليدية بأن تبقى معلّقة في وضع أفقي ثابت، وهو ما يبدو أنه توافر بشكل استثنائي خلال الليالي الماضية.


بين الأسطورة والعلم

عبر التاريخ، ارتبطت مثل هذه الظواهر بالكثير من الأساطير والتأويلات؛ إذ كان يُنظر إليها قديمًا كعلامات ربانية أو مؤشرات على أحداث كبرى. واليوم، ورغم التقدم العلمي، ما زالت تثير الخيال الشعبي، خصوصًا عندما تظهر في مناطق غير معتادة. وفي العراق، حيث المشهد كان مفاجئًا، لم يكن غريبًا أن تختلط الدهشة بالخوف والتساؤل.


رسالة الظاهرة

بعيدًا عن الشائعات والجدل، تذكّرنا هذه الظواهر بأن الطبيعة مليئة بالعجائب التي لم نعتد على رؤيتها كل يوم. فمشهد أعمدة الضوء يبرز جمال التفاعل بين الضوء والجو، ويكشف عن أسرار صغيرة تجعل من السماء لوحة لا تُملّ. إنها رسالة بأن العالم من حولنا ما زال يحتفظ بالكثير من الأسرار التي تستحق التأمل والانبهار.


✍️ خلاصة:
ما رآه العراقيون لم يكن إلا لوحة طبيعية نادرة تُظهر أعمدة الضوء في أبهى صورها، وهي ظاهرة بصرية مدهشة لكنها ليست غامضة أو خارقة. ومهما تعددت التفسيرات الشعبية، يبقى التفسير العلمي هو الأقرب إلى الواقع: انعكاس الضوء على بلورات الجليد جعل السماء تتزين بأعمدة من النور، لتمنح العراق ليلة استثنائية لن تُنسى.