في المستشفى وقد كان – كاملة
في غرفة المستشفى، كانت الأجواء مشحونة بين أحمد والدكتورة.
الدكتورة نظرت له بجدية وقالت:
ـ “حضرتك عاوزني أعمل كشف عذرية، وده مش أمر سهل.. وبعدين المريضة نايمة ومش فايقة.”
أحمد رد بانفعال:
ـ “وهي يعني هتفرق نايمة ولا صاحيه؟”
الدكتورة بحزم:
ـ “بس يا أستاذ!”
لكنه قاطعها بحدة:
ـ “من غير بس.. هتعملي الكشف ولا أروح لمديرك وأقوله إن الدكتورة مش بتعرف تشوف شغلها؟”
تنهدت الدكتورة، وأخفت ضيقها، ثم قالت:
ـ “طيب.. اتفضل حضرتك.”
وفي نفسها كانت تتمتم: “هو يعني علشان يتطمن يهدد؟”
دخلت على همسة، نظرت إليها بهدوء وقالت لأحمد:
ـ “هي تبقالك إيه؟”
أحمد بعصبية:
ـ “هو إيه لازمة الأسئلة الكتير دي؟”
الدكتورة ضاقت به ذرعًا:
ـ “ممكن تطلع بره؟”
أحمد أصر:
ـ “لا، مش لازم.. شوفي شغلك وأنا هلف وشي.”
قامت الدكتورة بالكشف، وبعد دقائق التفتت له وقالت:
ـ “خلصت.”
أحمد بلهفة:
ـ “إيه؟ ها قولي.”
الدكتورة لاحظت توتره، فقالت بهدوء:
ـ “زي الفل.. آنسة بختم ربها.. محدش قرب منها.”
أحمد شهق وهو غير مصدق:
ـ “متأكدة؟”
ـ “أيوه، بخير وزي ما هي.”
غمرته راحة كبيرة، دموع الفرح ملأت عينيه، واقترب منها وعانقها بسرعة دون وعي.
الدكتورة تفاجأت من تصرفه، لكنه ابتعد وقال:
ـ “آسف.. بس أنا مقدّر تعبك.”
ابتسمت الدكتورة وقالت:
ـ “ربنا يسعدكم.” ثم خرجت.
اقترب أحمد من همسة، قبّل خدها وهمس لها:
ـ “حبيبتي، ارجعيلي.. بموت من غيرك.”
كانت لا تزال غائبة عن الوعي. جلس بجانبها وابتسم بحنين، لكنه ظل حائرًا:
“ليه قالتلي إنها مش عذراء؟ مستحيل تكون مش عاوزاني.. أكيد في سر.”
لحظة الإفاقة
بعد ساعات، بدأت همسة تتحرك وتفتح عينيها ببطء.
وجدت أحمد نائمًا على الكرسي بجانبها. تحركت قليلاً، فاستيقظ فورًا ونظر إليها بابتسامة واسعة.
ـ “حمدلله على سلامتك يا همسة قلبي.”
لكنها ارتبكت:
ـ “إيه اللي حصل؟ مين جابني هنا؟”
أحمد أمسك يدها:
ـ “الأهم.. ليه عملتي كده في نفسك؟ مش حرام عليكي؟”
دموعها انهمرت وقالت بصوت مكسور:
ـ “كنت عاوزة أرتاح.. وأريحكم مني.”
احتواها أحمد بين ذراعيه وقال:
ـ “لا، انتي راحتي أنا.. مستحيل أعيش من غيرك.”
لكنها ظلت تبكي:
ـ “تعبت.. ماعاد قادرة أتحمل.”
أصرّ أحمد:
ـ “لازم تتكلمي، قوليلي الحقيقة كلها. لو بتحبيني.. احكي.”
ابتلعت ريقها وبدأت الحكاية:
ـ “بابا مات وأنا في تالتة إعدادي، ماما كانت مريضة سرطان، لقيت نفسي مسؤولة عن البيت.. كنت بشتغل وأدرس، لحد ما خلصت ثانوي ودخلت الجامعة. ماما كانت تدعيلي كل يوم إن ربنا يعوضني.”
ابتسم أحمد:
ـ “دعواتها استجابت، أنا هو التعويض.”
لكنها أكملت بصوت مكسور:
ـ “في يوم وأنا راجعة من المصنع.. الدنيا كانت مطرة قوي.. اعترضني واحد بعربيته…”
ارتجف جسدها وهي تكمل:
ـ “سحبني غصب عني… وحصل اللي حصل.”
سقطت كلماتها كالصاعقة على أحمد. صمت للحظة ثم قال بذهول:
ـ “إزاي؟ الدكتورة قالتلي إنك زي الفل!…”
ارتجفت همسة وهي تبكي:
ـ “أنا مش كذابة يا أحمد.. يمكن اللي حصل ماكمّلوش… يمكن ربنا سترني… معرفش، بس اللي عشته كان موت بالحياة.”
أحمد اتسعت عيناه من الصدمة، دموعه نزلت بلا وعي، وهمس:
ـ “يا رب… احمِها… هي ملاك مش ذنبها.”
اقترب منها، مسح دموعها وقال:
ـ “لو الدنيا كلها وقفت ضدك، أنا معاكِ… ومش هسيبك، أبداً.”
ثم ضمها لصدره، وهو يردد:
ـ “أنا حبيبك، وأنا جدارك، وأنا اللي هكمل حياتي معاكي… مهما حصل.”
يتبع…
تحبني أكمللك الجزء الجاي كأنه فصل تاني طويل (مثلاً: مواجهة أحمد للي عمل الجريمة؟ أو قصة صراع همسة النفسي لحد ما تتخطى الصدمة؟) ولا تخليه نهاية مفتوحة زي كده؟