الرواية
“مستحيل يا دكتور.. مستحيل تكون حامل! دي معاقة ذهنياً، بقالها عشرين سنة ما بتخرجش من أوضتها.”
رفع الدكتور حاجبه بدهشة، وصوته اتغير وهو يقول بهدوء مشوب بالريبة:
– أنا عارف إنها معاقة ذهنياً… بس محرِج أسألكم، إزاي جوزتوها؟
صرخت الأم بحرقة:
– جواز إيه يا دكتور! دي لحد النهارده بتعملها على روحها! عمرها ما خرجت من أوضتها ولا عاشت حياة طبيعية!
لحظة صمت ثقيلة سكنت الغرفة، والست عينيها بتترعش من الصدمة، مش مصدقة اللي بتسمعه. الدكتور هو كمان حس إنه بيشك في نفسه، فراجع الفحص من تاني، وبدقة أكتر… لكن النتيجة صادمة: الحمل مؤكد.
صرخت الأم فجأة، صوتها اتقطع من البكاء، بدأت تلطم خدودها وتبص مرة لابنتها ومرة للدكتور، وكأنها بتدور على تفسير في عيونهم.
البنت المسكينة نايمة على سرير الكشف، بريئة، مش فاهمة حاجة. ملامحها منتفخة، جفونها مورّمة، ووزنها زايد بطريقة واضحة.
اندفعت الأم تضربها بقسوة، كأنها بتحاول تطلع من جواها القهر:
– انتي حامل إزاي؟! إزاي؟! اتكلمي… انطقي!
البنت كانت بتصرخ من الألم، دموعها نازلة وهي مش مدركة إيه اللي بيحصل.
الدكتور مسك إيد الأم بقوة، صوته حازم لكنه مليان شفقة:
– يا مدام حرام! هي مش فاهمة حاجة… لازم نفكر بالعقل.
لكن الأم كانت غرقانة في انهيارها:
– عقل إيه يا دكتور؟ حياتي كلها انهارت! سنين الصبر ضاعت! عمري كله راح هدر!
حاول الدكتور يهدّيها:
– إن شاء الله لسه في حل، لكن الأهم دلوقتي نعرف مين عديم الرحمة اللي عمل كده.
الأم بصوت متقطع:
– هيكون مين يا دكتور؟ أنا مش بسيبها لحظة واحدة!
– طيب… يمكن قرايب شباب بيزوركم؟
– لأ، أنا حتى قرايبي ما بخليهمش يشوفوها، لا رجالة ولا ستات… مش عايزة أشوف نظرات الشفقة في عيون الناس!
– طيب، مين الرجالة اللي عايشين معاكم في البيت؟
اتسمرت الأم في مكانها وقالت بخوف:
– جوزي… وابني الكبير… وأخويا اللي بياخد أجازته كلها عندنا.
الدكتور بص لها بنظرة عميقة وقال ببطء:
– مفيش حد كبير ع الغلط يا مدام.
شهقت الأم وضربت إيديها على صدرها:
– لأ يا دكتور! بالله عليك متقولش كده! أنا عندي يموتوا كلهم ولا أعرف إن واحد فيهم ارتكب الجريمة دي! يا رب استرنا… متفضحناش!
مد الدكتور إيده وكتب روشتة بخط سريع:
– أنا هساعدك نخلص من الحمل في أسرع وقت… ولو حابة أساعدك تعرفي مين اللي عمل كده، أنا تحت أمرك.
هزت الأم راسها وهي في دوامة من الصدمة، وخدت بنتها وخرجت من العيادة بخطوات مهزوزة.
جواها إعصار من الشكوك: جوزها؟ ابنها؟ أخوها؟!
التلاتة قدّامها طول عمرها رجالة في قمة الأخلاق والاحترام… مستحيل يكون واحد فيهم. بس لو الشيطان غلب واحد منهم، إيه ذنب الاتنين التانيين يتحطوا في قفص الاتهام؟
قلبها بيتفتت، عقلها بيصرخ: إمتى حصل ده؟ إزاي؟ وهي ما بتسيبهاش لوحدها أبداً؟
كانت لما تضطر تخرج، بتحط لها الأكل وتقفل الباب بالمفتاح. يبقى مين… وإمتى؟
مسحت دموعها بعصبية، وصوتها الداخلي بيصرخ:
– لازم أعرف الحقيقة… لازم أكتشف الوحش اللي عمل ده، حتى لو كان أقرب الناس ليّ.
🔥🔥🔥
الباقي في الجزء الجاي…
تحبني أكمّل الرواية على شكل أجزاء متسلسلة عشان تكون مشوقة للقرّاء زي قصص الفيسبوك، ولا عايزها قصة كاملة من البداية للنهاية مرة واحدة؟