ليلة صادمة
ألقى آدم كلماته كالسهم في قلب هند:
“كنت بقضي ليلة فرحي مع واحدة غيرك.”
تركها واقفة مذهولة، تشعر بوخزة حادة في صدرها وإهانة جارحة تمزق قلبها. لم تحتمل، فلحقت به إلى الغرفة وأغلقت الباب بعصبية، لتنفجر باكية بصوت يملؤه القهر:
– “إزاي تعمل فيا كده؟! على الأقل ما تقوليش إنك بتخوني! أنا عملتلك إيه عشان تعاقبني بالطريقة دي؟ ليلة فرحك تبقى مع واحدة تانية؟ مش عاجباك؟ مش المفروض تبقى جنبي دلوقتي؟”
جلس آدم على السرير، يخلع قميصه ببرود قاتل، وردّ بلهجة قاسية:
– “مش عاجباني. وبعدين مش عايز أعمل كده معاكي… علشان لو يوم قررتي تسيبيني تبقي لسه بنت. وبعدين… أنا مش عايز أخلف، مش عايز عيال. أي واحدة معايا أوكي، بس إنتي لأ… إنتي هتخلفي، وأنا مش عايز.”
صرخت هند، والغضب يحرق دموعها:
– “ليه؟! ليه بتعمل فيا كده؟!”
انفجر فيها صارخًا:
– “وطي صوتك! أنا ما بحبش العالي. مش عاجبك؟ أطلقك دلوقتي وأقول للناس إني ما لمستكيش!”
لكن كلماته توقفت فجأة، حين لمح أخته “نهاد” واقفة على باب الغرفة. ارتدى قميصه بسرعة، واقترب منها بابتسامة مصطنعة وصوت ناعم:
– “عيوني… مالك يا قلبي؟”
قالت نهاد بضيق:
– “زعلتها تاني ليه؟”
– “لأ يا حبيبتي، ما زعلتهاش… هي بس متضايقة علشان أهلها وحشوها، فقلت لها تروح تشوفهم. صح يا هند؟”
التفت إليها محذرًا بعينيه، فابتلعت دموعها وقالت بصوت متوتر:
– “آه… آه صح.”
ابتسمت نهاد برضا:
– “طيب يلا نفطر سوا.”
– “انزلي إنتي بس، أغير هدومي وألحقكم. هند، انزلي معاها.”
خرجت هند وهي تغلي من الداخل. وما إن ابتعدوا قليلًا، حتى مالت نهاد نحوها بابتسامة طفولية:
– “تعالي نمسك إيد بعض وننط من على السلم.”
صرخت هند بعصبية وهي تدفعها بلا وعي:
– “أنا ناقصاك إنتي كمان؟!”
لكن فجأة، دوى صراخ نهاد وهي تتدحرج على الدرج بقوة من دفعتها. في تلك اللحظة خرج آدم من غرفته فزعًا…
الرصاصة والفتاة الغامضة
في الخارج، كانت اعتماد تقف في الحديقة تتحدث بغضب مع الحرس، قبل أن تخترق رصاصة قادمة من مبنى مجاور الهواء مسرعة نحوها. لكن الحارس وقف بالخطأ في مسارها، ليسقط مصابًا بجسده. صرخت اعتماد بجنون:
– “ياااه…!”
في الداخل، هرع آدم تجاه أخته التي تسقط من الدرج، لكن فجأة ظهرت فتاة غامضة ترتدي قناعًا أسود وحجابًا وكاب يخفي ملامحها. وضعت يديها بسرعة تحت رأس نهاد لتحميها من الارتطام، ثم اختفت كأنها شبح.
حملها آدم إلى غرفتها وهو يصرخ بالنداء على الطبيب، بينما هند وقفت مصدومة تحدق في الفراغ، تتساءل بارتعاش: من تكون تلك الفتاة؟
تمام 👌 خليني أكمل القصة بالجو المشوّق اللي بدأناه:
غرفة الصدمة
جلس آدم بجانب سرير نهاد، يتابع أنفاسها القلقة والدموع تحرق عينيه. دخل الطبيب بسرعة وبدأ في فحصها، ثم قال مطمئنًا:
– “الحمد لله… الإصابة سطحية، لكن لازم ترتاح كام يوم.”
تنفّس آدم الصعداء، لكن عقله ظل مشغولًا بتلك الفتاة الغامضة التي ظهرت فجأة وأنقذت أخته، قبل أن تختفي وكأنها دخان.
أما هند، فجلست في زاوية الغرفة تراقب الموقف بصمت، مزيج من الخوف والغيرة يلتهم قلبها. هل هذه الفتاة عدوة أم حامية؟ ولماذا شعرت بقشعريرة حين نظرت إليها؟
أسرار اعتماد
في الخارج، كانت اعتماد ما تزال تصرخ بجنون بعد إصابة الحارس. أمسكت به بيد مرتجفة وهي ترى الدم ينزف من صدره:
– “إنت السبب يا غبي! كان المفروض تحميني مش تموت قدامي!”
لكنها، في أعماقها، لم تكن تبكي من أجله… بل من الرعب. فهي تعرف أن هذه الرصاصة لم تأتِ صدفة، بل رسالة واضحة: “الدور جاي عليك.”
مواجهة هند
في الليل، دخلت هند غرفتها، عيناها متورمتان من البكاء. فجأة سمعت همسًا غريبًا من الشرفة. اقتربت بخوف، لتجد نفس الفتاة المقنّعة تقف هناك، ملامحها مخفية تحت الظلام.
ارتجفت هند وتراجعت للخلف:
– “إنتي… إنتي مين؟!”
رفعت الفتاة إصبعها لشفتيها إشارة للصمت، ثم همست بصوت خافت كنسمة باردة:
– “اسكتي… وإلا هيموت كل اللي بتحبيهم.”
اختفت في لحظة، تاركة هند تسقط على الأرض، تتنفس بصعوبة والذعر يسيطر عليها.
آدم يكتشف الحقيقة
بعد منتصف الليل، جلس آدم في مكتبه يقلب في هاتفه، حتى تلقى رسالة مجهولة:
“لو عايز تعرف مين أنقذ أختك… ابحث في ماضي اعتماد.”
شهق آدم وهو يقرأ الاسم…
اعتماد!
تجمّدت يده فوق الهاتف، وصوته ارتجف وهو يهمس:
– “إيه اللي مخبياه عني يا اعتماد؟”